الأربعاء 25/10/2023
الشتاء قادم، كنّا أنا والأصدقاء نشبه شوارع مدينة غزة بشوارع باريس متهكمين على ردائة البنية التحتية للمدينة، في الشتاء تغرق الأحياء السكنية، تدخل المياه داخل البيوت وفي بعض الأوقات ينتقلون من مكان لآخر عن طريق الحسكات. تغرق أنابيب الصرف الصحي وتبدأ الرائحة الكريهة بالفوحان في المكان...
الشتاء قادم، كنّا أنا والأصدقاء نشبه شوارع مدينة غزة بشوارع باريس متهكمين على ردائة البنية التحتية للمدينة، في الشتاء تغرق الأحياء السكنية، تدخل المياه داخل البيوت وفي بعض الأوقات ينتقلون من مكان لآخر عن طريق الحسكات. تغرق أنابيب الصرف الصحي وتبدأ الرائحة الكريهة بالفوحان في المكان.
الذين يحبون الشتاء ينتظرونه مثلهم مثل العشاق الذي يريدون عيش حالة فريدة من مشاعرهم تحت المطر، بعض الأحيان يستطيعوا عيش هذه التجربة لكنها تكون خاطفة جدا، لأنهم يسرقوا حبهم من الأباء، المدينة هنا لا تعترف بالعشاق إلا عن طريق الزواج، يسرقون القُبلات والعناق في الشوارع الضيقة أو على درج البنايات.
هذه المرة يتراسلون عبر رسائل الجوال تحت القصف الاسرائيلي دون عناق، يقفون على طوابير ماء الشرب أو المخابز بالساعات للحصول على القليل من الماء والخبز، سيكون قارصا جدا، بيوت مُدمرة بالكامل، بيوت فيها فتحات في الأسقف والجدران، ولا عناقات تخفف البرد.
الكثير من العائلات نصّبت خيام في الجهة الجنوبية من القطاع.
لاحقا عرفت أن شوارع باريس مليئة بالجرذان وحشرات البق وأن شوارع غزة أجمل لولا ما يفعله الاحتلال.