الخميس 4/1/2024
خمس دقائق في الشارع مع صديقتي، خمس دقائق تريد أن تقول كل ما لديك لكن تجد نفسك لا تقول شيء.
البارحة ذهبت إلى رفح كي أرى صديقتي، كانت تقول لي إذا كان المشوار من أجلي لا تأتي اليوم، تعال في يوم آخر لتقضي جميع أشغالك، لكني كنت أريد إعادة الذكريات عندما كنّا نلتقي في غزة في كافي برانش.
خمس دقائق في الشارع مع صديقتي، خمس دقائق تريد أن تقول كل ما لديك لكن تجد نفسك لا تقول شيء.
في طريق الذهاب والعودة لرفح هناك على جانب الطريق بيتين قَصفهم جيش الاحتلال خلال العدوان، كنت جالس في المقعد الأمامي في السيارة وعلى نفس المقعد رجل لا أعرفه يسمى في قانون السير بحمولة زائدة ومن يهتم بحمولة زائدة في مثل هذا الوضع، لمحت بعيني البيت الأول كان مكتوب عليه "ما زال الأطفال تحت الأنقاض" بدأت عيوني تسيل وحدها، مررنا على بيت آخر مكتوب عليه "عمر وأسامة تحت الأنقاض"، عصف بي كل ما مررنا به، كل الصراخ ووالدي عندما كان تحت الأنقاض، والدي الذي كان تحت حائطين وكنبة والحماية الحديدية للشباك وسيارة أخي. تذكرت كيف كان الجيران يريدون أن نخرج من البيت ونترك والدي خوفا من قصف البيت، بقينا بأكتافنا المكسورة نزيل الركام حتى تمكنا من إخراجه.
عمر وأسامة والأطفال والبيت فوقهم حتى هذه اللحظة ومنذ أيام لماذا لم يخرجهم أحد حتى لو بأظافرهم! كيف يترك الجار جاره إذا كان الأهل غير قادرين! إذا كان إهمال البلدية يقتل!
والدي يحن إلى حياته القديمة ويحاول أن يعود إليها رغم اصابته، يمرن أصابعه التي لا تتحرك ويعمل طنجرة الكهرباء، كان من الممكن أن يكون عمر وأسامة مثله الآن، كان من الممكن أن يلعب الأطفال مع أطفال المستشفى.
في شمال غزة سرق جنود الاحتلال طفل رضيع وأخذوه إلى الداخل المحتل بشهادة جندي صديقه بعد قتل الذي اختطف الرضيع في المواجهات في غزة، جميع عائلة الرضيع قُتلت بدم بارد ثم سرقوا الرضيع، ويريدون زرع الفكر الصهيوني الهمجي فيه، يجب أن يعرف العالم كله بهذه الجريمة.
منذ ساعات الصباح استيقظت على خوف الناس بسبب تقدم جيش الاحتلال وحصار مدرسة معن التي تبعد عن المستشفى 2 كم، الصليب الأحمر طلب من النازحين في مدرسة معن النزوح إلى رفح، ذهبوا إلى رفح ثم عادوا إلى مستشفى الأوروبي لأن رفح لم يعد فيها متسع وخوف كبير من حصار المستشفى.