الثلاثاء 2024/1/16
المسلم يحمد الله في كل أحواله، نحمد الله في هذه الأوقات الصعبة التي تمر علينا وعلى كل ما حدث بنا لأن رغم ما حدث فإن الله رحيم بنا، كيف نشعر عكس ذلك وهو من رزقنا الحياة، الله وحده نشكره على السراء والضراء، نؤمن برحمة الله رغم ما فعله الاحتلال في أطفالنا...
الفلسطيني يضع كل من حوله في حالة ذهول حتى هو ذاته، في العادة نشهد حالات الزواج في قطاع غزة بالترتيب المتعارف عليه وفي حالة هدوء يُزف العروسان وسط الأهل في حالة من الفرحة، لكن الفرحة التي سمعت عنها كانت مثل مكياج البهلوان، العروسة تنتظر يوم عرسها بفارغ الصبر وتحلم كيف سيكون يومها وتخطط له مع صديقاتها، مع عائلتها وكل من تحب.
هناك من يقرر أن يكون زواجه في عنق الزجاجة مثل ما فعل العروسان داخل المدرسة، العروسة لبست الأسود، ربما كان أحن على قلبها أن تلبس ما هو أخف حدة من الأسود لكن مشاعر الناس تغلبهم دون شعورهم، العريس أيضا كان يلبس الأسود رغم الفرحة التي كانت تعتلي الوجوه وصوت الضحكات والأغاني، لحظات قلبت ساحة المدرسة إلى قاعة أفراح، لكنها لحظات.
بيتنا في الشجاعية يحمل مثل هذا الحلم، في غرفة أختي بجانب الخزانة حقيبة سفر كانت تعدها أختي من أجل عرسها في مصر، من المفترض أن نكون جميعا في مصر نحتفل بحفل زفاف أختي منار.
محمود خطيب منار لا يعرف ماذا يفعل في ظل العدوان الشرس على غزة، لا يعرف كيف يوقفه ولا بيده شيء غير أن يدعي إلى الله.
كيف حالك؟
سؤال بسيط من الطبيعي أن يكون جوابه أيضا بسيط، كيف حالك؟ الحمدلله!
المسلم يحمد الله في كل أحواله، نحمد الله في هذه الأوقات الصعبة التي تمر علينا وعلى كل ما حدث بنا لأن رغم ما حدث فإن الله رحيم بنا، كيف نشعر عكس ذلك وهو من رزقنا الحياة، الله وحده نشكره على السراء والضراء، نؤمن برحمة الله رغم ما فعله الاحتلال في أطفالنا، نؤمن بعظمة الله، رغم ما نراه كل يوم أمام أعيننا، طفلة بساق واحدة تقفز على الأرض تبحث عن ساقها الأخرى التي لن تجدها لأن العدوان التهمها.
كيف حالك سؤال بسيط وجوابه أبسط الحمدلله، لكن يمكنك أن تتخيل وحدك كيف حالي.
١٦ يناير