الثلاثاء 10/10/2023

العاشرة ليلا مفترش الأرض أنا وأخي عند درج البيت والباب أمامنا مفتوح قليلا كي يدخل علينا نسمات الهواء لنشعر قليلا بأرواحنا، الساعة العاشرة تعني أن وتيرة القصف بدأت بالتصاعد والأصوات باتت أعلى من النهار ...

الثلاثاء 10/10/2023

العاشرة ليلا مفترش الأرض أنا وأخي عند درج البيت والباب أمامنا مفتوح قليلا كي يدخل علينا نسمات الهواء لنشعر قليلا بأرواحنا، الساعة العاشرة تعني أن وتيرة القصف بدأت بالتصاعد والأصوات باتت أعلى من النهار نسمع أيضا صوت صراخ من بعيد ربما يكون منزل مدني قد قصف أو آناس تهرب من بيوتها، من البيت إلى الشارع إلى بيت آخر ربما يُقصف لاحقا. 

أفكر مع نفسي بصوت منخفض، كيف يفهم العالم لغة العدوان دون أن يجربوه، أتذكر صديقتي في  عدوان عام 2014 عندما جاء وفد أجنبي إلى غزة وبدأ الأصدقاء بالحديث معهم عن وحشية الأصوات التي كنّا نسمعها وعن بشاعة القتل والدم، لكنهم لم يستطيعوا تخيل ذلك، عندها بدأت صديقتي بالحديث عن خوفها من دخول الحمام أثناء الحرب وعن خوفها على قطتها من الموت بسبب القصف، هُنا بدأ الوفد بالانتباه أكثر والشعور بمدى قسوة العدوان.

يعني أن العالم لن يفهمني عندما أتحدث بلغة وجع الأصوات، الموت والوجع لديهم له معايير أيضا. 

 

منذ 8 شهور وأنا أحاول أن ادخر المال من أجل السفر وإكمال الماستر كي أحصل على مستقبل أفضل لي ولعائلتي، 8 شهور حصلت فيهم على 500 دولار فقط، في يوم واحد انقلب كل شيء وانتقل حلمي في السفر والدراسة من صدري إلى مرحلة سكرات الموت وصار حلمي الأكبر أن أخرج حيا من هذا العدوان، في يوم واحد بدأت بالأنفاق من مدخرات الدراسة بسبب خروجنا من البيت وكأن الحلم يتلاشى أمام عيني. 

 

هذا العالم وحشي بكل ما يملكه من قوانين لأن الشعور بوجع الآخر أصبح له أيضا معايير خاصة عليك أن تتقنها كي تخبرهم أن في هذه البقعة فيها أمل نحاول توليده لكنكم تقتلون هذا الأمل. 

 

إذا كنتم تريدون إعادة تسمية الوجع كما تريدون ذلك يعني أنكم تتجردوا من إنسانيتكم وتتبعون المدنية الحديثة التي تحاول دائما وضع الإنسان في قالب بلاستيكي.