الطبيبة جمانة-تركت روحي وقلبي في غزة

إذا وضعت نفسك في طريق الله يمد لك العون بطرق لا يمكن للخيال أن يصلها، إن الله قريب كالكلمة قبل أن تخرج منك ويسمعها الناس.

الطبيبة جمانة-تركت روحي وقلبي في غزة

الاتصال الروحاني هو مصدر شفاء العقل والجسد، عندما يتخلى الإنسان عن اتصاله بربه يصبح كل شيء أمامه سواد حتى لو كان أحدهم يمسك يدك ويأخذك خطوة خطوة نحو النجاة، ستكون عليك صعبة لأنك لم تكن أنت من تمسك تحريك شراعك.


إذا وضعت نفسك في طريق الله يمد لك العون بطرق لا يمكن للخيال أن يصلها، إن الله قريب كالكلمة قبل أن تخرج منك ويسمعها الناس.

الطبيبة جمانة الحنطي، طبيبة أعصاب مواليد الكويت أصلها فلسطيني من أب وأم في الضفة تشردوا عام 48، و تحمل جمانة الجنسية الأمريكية، أم لستة أولاد.


حاولت جمانة العمل على زيادة وعي الناس في أمريكا والعمل مع المسلمين وغير المسلمين بتذكيرهم بتاريخ فلسطين وما يحصل في فلسطين امتدادا من 76 عام، نجحت هي وأصدقاءها في زيادة الوعي لدى الناس وصاروا يطالبوا حكومة مدينة توليدو اوهايو بضرورة وقف إطلاق النار على غزة ونجحوا في ذلك، لكن بقيت جمانة تشعر في داخلها أن ما تفعله لا يغير شيء في واقع قطاع غزة، قررت جمانة دخول غزة عن طريق باما للمرة الأولى لكنهم أخبروها أنهم يحتاجوا أطباء جراحة وعظام وتخدير، ثم حاولت مرة أخرى ونجحت في المجيء إلى غزة داخل مستشفى الأوروبي.


لم تأخذ على عاتقها مداوة الذين يتعرضوا للإبادة فقط، بل جاءت تحمل روحها كي تقدمها لهم، تساندهم وتدعمهم نفسيا وعاطفيا وماديا، تنام في اليوم أقل من أربع ساعات بعد الفجر، تقضي أوقات راحتها مع الناس، تفسر القرآن معهم وتتحادث وتخفف عليهم حدة الصراع الداخلي بين أنفسهم بين الهروب والثبات وعدم التخلي عن الأرض، وهو مصدر شفاء الجسد والروح بالنسبة لها، ورغم معرفتها إنها جاءت إلى أرض إبادة وسوف تعاني من نقص الغذاء والتعرض للموت ولم يمنعها ذلك.


تقول جمانة لم تتأثر كثيرا بالأصوات التي نسمعها يوميا من الطائرات والدبابات، لا تُلقي بال لصوت طائرة الاستطلاع "الزنانة" التي تخرخ صوت عال ومزعج طوال الوقت، اتصالها بالله يطغى على كل شيء ويجعلها في عالم آخر، مرة واحدة استيقظت فجرا بسبب صوت القصف العالي وصارت تتشاهد، دون ذلك كان قلبها مُطمأن وتشعر براحة لم تشعر بها إلا مرتين، مرة عندما أدت فرضية الحج والمرة الثانية عندما دخلت غزة، تشعر جمانة بالشرف لوجودها هنا، تقول أيضا أن ما يفعله الفلسطينية من توثيق هو مهم جدا وكشف للعالم الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينين منذ 76 عام.

رفضت الطبيبة جمانة واثنين من زملائها حملة الجنسيات الأمريكية الخروج من غزة ليساندوا زملائهم من حملة الجنسيات الأخرى وليبقوا وقتا أطول في خدمة أهل غزة رغم قلق أولادها وزوجها عليها.

بعد أسبوع من الإغلاق، وبتوجيهات من جلالة الملك الأردني تم إجلاء باقي الفريق من معبر كرم أبو سالم.
ما زالت جمانة تشعر بالخيانة لأنها غادرت غزة وتركت أهلها معرضين للقتل والتنكيل في أي وقت.


" تركت روحي وقلبي في غزة " عبارة تكررها كلما سُألت عن غزة.


غادرت جمانة بتاريخ 21/5/2024 وأرسلت لي رسالة عبر واتساب وهي في طريقها أنها ستعود قريبا إلى أهلها في قطاع غزة.