السبت 14/10/2023
دوامة النزوح ترافقنا كل يوم في مكان جديد، ومثلما قال عامر حليحل في مونودراما "طه" عن نزوح الفلسطينين عام ١٩٤٨، " بناكل وبنشرب وبننام بس إحنا بدناش ناكل ونشرب وننام إحنا بدنا نروح"، عاد طه من لبنان إلى فلسطين حتى لو كانت العودة ثمنها الموت.
بعد طلب الجيش الاسرائيلي من سكان القطاع بالنزوح من الشمال إلى الجنوب ما بعد وادي غزة، اشتدت الأوضاع البارحة وخرجت الناس وخرجنا معهم كما طلبوا وفي الطريق قصفونا، أكثر من مائة شهيد على خط سير واحد والناس هاربة من الموت إلى قضاء الله.
وصلنا إلى بيت في الجنوب وفي صدورنا غضب وحسرة لا توصف، جلسنا على مقاعد اسفنجية وبعد لحظات قلت بصوت عالي " أنا وصلت معي لهان_ وأشرت على أنفي_ بكرة راجع على البيت"، وقالت أمي في ١٩٤٨ بقي من بقي حتى اللحظة ولم يخرج وكان هدفهم الترهيب.
في الصباح عدنا إلى البيت، نحاول الآن الحصول على لتر بنزين لتشغيل ماتور الكهرباء لتعبئة المياه وشحن البطاريات لنتواصل مع العالم ونعرف ما يدور حولنا، قال لنا صاحب المحطة بكل دم بارد " أُمرت بعدم بيع البنزين" عدنا إلى البيت في الزيتون، بيت خالتي بالقرب من الشجاعية، ربما نفقد التواصل بشكل نهائي هذه المرة لكننا لن نخرج من البيت، نموت أو نخرج سالمين.