الأربعاء 2024/3/20
هذا نداء إلى الدول العربية، غزة قادرة على تصدير عصير فريد من نوعه لكن طعمه مُر كمرارة الأيام التي نعيشها، عصير يذكرهم بمعنى أن تكون عربيا.
رمضان كريم على مائدة من الدماء واللحم البشري، على تشتت العائلات وقتلهم أمام العالم والمسلمين وكل الديانات التي تؤمن بأن الإنسان إنسان مهما كانت جنسيته.
كنت أتمنى أن يكون صوت المدافع التي نسمعها مع صوت آذان المغرب هو صوت مدفع الإفطار لا صوت مدافع الاحتلال التي تتعمد قصف غزة أثناء موعد الإفطار لتكون الدماء بدلا عن الشراب المقطوع الذي نشربه كل رمضان، الاحتلال يقدر حاجة الناس إلى هذا الحد، عصائر من الدماء لا يوجد منها إلا في غزة.
هذا نداء إلى الدول العربية، غزة قادرة على تصدير عصير فريد من نوعه لكن طعمه مُر كمرارة الأيام التي نعيشها، عصير يذكرهم بمعنى أن تكون عربيا.
الأيام تشبه نفسها، والوقت لا يمر علينا لأننا تركنا أهلنا في الشمال حطب للحرب ونحن في الجنوب الوقود الذي نشتعل بهم فنحرق سويا.
رمضان كريم لأن الله من أكرمنا به لا عباده الظالمين، لكننا يا الله تبدلت سفرتنا وصارت تكتسيها الأشلاء والدماء، ورغم ذلك نستطيع إطعام أصدقاءنا الجائعين منذ خمسة أشهر.
إذا قلت أني اشتقت لهدوء البيت بعد الإفطار ولم يموت أحد من عائلتي بسبب القصف خُنت أهل من قتلهم المدافع، إذا اشتقت لغرفتي وأصدقائي خُنت من لم يبقى له صديق، لكني مشتاق أن أكون إنسان وبهذا أخون نفسي وأنا وهي أحرار.
الناس هنا انفصلت عن الواقع تماما كأن شعورها بات في مقبرة النسيان، الموت في كل مكان والبعض يزين الخيام والبيوت بالأضواء، يفرشون الموائد الجماعية، ينشدون الأغاني الدينية، الأسواق تجهزت قبل رمضان مثل كل سنة وما زالت الأجواء قريبة لكن الدمار شيء دخيل على الهدوء الذي يسكن داخلنا كل رمضان، العبادات وصلاة التراويح في المسجد العمري الأثري وسط قطاع غزة الذي دمره الاحتلال.
الموت، الدماء، الأشلاء، الصراخ، الدمار، الأجساد المحروقة، النحيب، صوت الأمهات وهي تنزف ابنها قتيل، هل كل هذا أفقدنا شعورنا بهول ما يحدث وصرنا نغطي الجرح بغطاء مزيف، هل نفقد أنفسنا أم إنسانيتنا !!