الأربعاء 11/10/2023

هل عندكم بحر ؟

الأربعاء 11/10/2023

البرد قارص، بعد محاولات عديدة للنوم والتغلب على أصوات الانفجارات يقوم البرد بقرصك حتى لا يفوتك كل المشهد الذي يحصل فيك. الآن مجزرة جديدة في أبراج الكرامة في غزة، الناس تناشد الاسعافات لكن المنطقة ما زالت تُقصف، أخبار تتحدث أن الناس تفحمت ولم يصل لها أحد، القصف لم يتوقف والفسفور الأبيض والصواريخ الارتجاجية تهلك أجسادنا. 

في هذه اللحظة ومع البرد ونخزات صدري وبالتزامن مع قصف شارع الرشيد يذكرني ذلك بالبحر، في كل شتاء من السنة تبدأ في صدري مثل ذبحة أو ما يشبه بالتشقق من البرد ولم أعرف سبب هذا الألم رغم عمل فحوصات كثيرة، شارع الرشيد المطل على البحر المسمى بالكورنيش والمتنفس الوحيد لأهل غزة يُقصف بشراسة. 

 

هل عندكم بحر ؟

المقهى المجاور للبحر الذي جمعنا بالأصدقاء لسنوات والذي شهد على ارتفاع أصواتنا وصراخنا وضحكاتنا وبكاؤنا وشكوانا، لقاءات العشاق خلسة وأول مرة تتعلم فيها أن تمسك يد حبيبتك ليحميك البحر، كلها تُقصف. 

بين كل كلمة أكتبها أسمع صوت انفجار وبينما أكتب تصلني رسالة من صديقي محمد من النصيرات، أربع منازل حول بيتي تم تهديدها، والحارة بأكملها نزحت، بين كل لحظة موت، ونزوح. 

 

وصديقتنا تتسائل من الذي حول المدارس إلى ملاجئ. 

المدارس على الرغم من أن هدفها تعليمي وخصوصا مدارس الأنوروا التي ينزح فيها السكان إلا أنها وجه آخر للاحتلال المعرفي والتفرقة، ميز من هاجر من أراضي الداخل إلى غزة بزي مختلف ويدس السم في المناهج ويمنعهم من التضامن مع القضية الفلسطينية بأي شكل، لم يكتفي الاحتلال بالسيطرة العسكرية يحاول أيضا السيطرة معرفيا حتى يطهر العرق الفلسطيني من الجذور. 

74 عام من الاحتلال، ولدت عام 1996 ولم أقع في فخ الاحتلال المعرفي.