الخميس 2024/1/11
أعلم مدى تأثير الطعام على عافية الإنسان وهم يعلمون أيضا لذلك يحاربونا من خلاله، أعلم مدى تأثير المعرفة المزيفة والاشاعات بين الشعب وبسبب ذلك يقوم الناس الاخلاء من المستشفى إلى رفح التي لم يعد هناك أماكن للنازحين. التضامن لا يكفي والصمت خيانة والكلام لا يكفي.
تعالوا نجرب هذه التجربة الممتعة سويا، لن أخبركم أني منذ ثلاثة أسابيع لم أُشفى من الانفلونزا رغم تلقي العلاج مرتين على التوالي ولن أخبركم أيضا أن الطعام الذي يدخل غزة هو السبب الرئيسي في ذلك، إن المساعدات التي تدخل معظمها لا تساعد الإنسان في التشافي من شيء والجميع يعلم طعام المعلبات.
لكني سوف أخبركم الآن ما هو حقيقي أكثر ولنجعل ما كان سابقا سر بيننا، تخيل يا صديقي هذا المشهد ثم جرب معي ما سوف أقوله لك، شاب أو فتاة اصابتهم الانفلونزا كحال الكثير هنا في المستشفى ويعاني كل واحد منهم أعراض السخونة والدوران وألم في العظم والإسهال ويريد دخول الحمام، الآن هي أو هو يقف أمام باب الحمام وأمامه على الأقل يقف خمسة أشخاص آخرين يريدون دخول الحمام أيضا ربما يعانون من نفس الأعراض وربما يكون بينهم جريح أو شيخ أو طفل أو عجوز تعاني من حشر بول وهذا ما حصل أمامي ولم يخبرني عنه أحد، الآن أمامه خيارين أن يصرخ أنه لا يستطيع تحمل الألم والإسهال ويريد الدخول قبل الجميع أو يصمت ويتنظر كل شخص مدة ما بين خمس إلى عشر دقائق وإذا كان طفل فقد فعلها على نفسه.
الآن عزيزي خارج هذه الحدود التي تمسى غزة، أريدك أن تغلق باب غرفتك على نفسك عندما تريد دخول الحمام، احسب على ساعتك نصف ساعة ثم أخرج لتدخل الحمام وتخيل أنك لا يمكنك الدخول بسبب المشهد الذي وصفته.
مع العلم أن هناك ثلاث مدارس حول المستشفى وكل مدرسة يوجد فيها ما يقارب 25 حمام وكل مدرسة فيها ما يقارب 15000 نازح والمستشفى فيها ما يقارب 22000 نازح.
أعلم مدى تأثير الطعام على عافية الإنسان وهم يعلمون أيضا لذلك يحاربونا من خلاله، أعلم مدى تأثير المعرف المزيفة والاشاعات بين الشعب وبسبب ذلك يقوم الناس الاخلاء من المستشفى إلى رفح التي لم يعد هناك أماكن للنازحين.
التضامن لا يكفي والصمت خيانة والكلام لا يكفي.