الخميس 12/10/2023

نحن الآن في بيت خالتي، البيت الذي نزحنا إليه من العدوان الهمجي الصهيوني على غزة، في كل لحظة نسمع صراخ نساء وأطفال في الشوارع تأتي من بعيد كأنه وحش ينهش أرواحنا...

الخميس 12/10/2023

نحن الآن في بيت خالتي، البيت الذي نزحنا إليه من العدوان الهمجي الصهيوني على غزة، في كل لحظة نسمع صراخ نساء وأطفال في الشوارع تأتي من بعيد كأنه وحش ينهش أرواحنا.

 

الساعة الرابعة عصرا اتصل الجيش بعائلة الجيران بإخلاء البيت لكنهم لم يقصفوا بعد ساعات من التوتر، أقول لكم هذا لكن لا تبتسموا الآن لأنهم يتصلون ويعني أنهم متمسكين بحقوق الإنسان، إنه فخ، حرب نفسية، يخرجوا العائلات إلى الشوارع ليلا حتى يزرعوا الرعب في قلوبهم كي يكرهوا هذه الأرض ويتركوها إلى الأبد. 

 

الآن الساعة 8:00 مساءا ونحن نصلي صلاة العشاء جماعة نسمع صوت صراخ أطفال ونساء في الشارع، فتح ابن خالتي باب البيت ودخلوا سريعا إليه، انهيت صلاتي ونظرت على شمالي، عشر أطفال صوت بكاءهم يكسر القلوب، لكني بكيت لأن طفلة منهم كانت تبكي أكثر من الباقية وعندما سألنا بسذاجة عن السبب، قالت أن حذاءها سقط في الشارع بينما هي تهرب من الموت وتريد الرجوع لتأخذه، عندها بكيت، كيف يا الله نقول لطفلة أن ما يجري أكبر من فردة حذاء سقطت على الأرض لا نستطيع الخروج لجلبها لها، كيف نشرح لها عُهر العرب وسكوتهم، كيف نقول لها أن إسرائيل تغتصب العالم وغزة قررت أن تغتصب اسرائيل بالنيابة عن العالم.