الجمعة 20/10/2023
بخطوات ثقيلة تأخذني إلى ملاذي سابقا، إلى حجرات الذكريات، والوصول الأخير بعد كل ليلة منهكة خارج البيت، مكان المشاكل العائلية والجمعات التي تُشعر الإنسان بالدفء...
بخطوات ثقيلة تأخذني إلى ملاذي سابقا، إلى حجرات الذكريات، والوصول الأخير بعد كل ليلة منهكة خارج البيت، مكان المشاكل العائلية والجمعات التي تُشعر الإنسان بالدفء.
صوت أمي من بعيد يقول لنا أجلب لنا الطحين معك.
ذهبنا إلى البيت بالسيارة وقبل بلوغه بمسافة 300 متر توقفت السيارة بسبب الطرقات المتكسر، عندما رأيت الشارع بهت وجهي وذبلت عيناي، تعبير المراسل على الإذاعة أن حي الشجاعية مدينة أشباح كان صادقا فيه بشكل مرعب، الصدمة تعتلي وجوهنا وتسيطر عليه دون سابق إنذار، في الطريق بيوت الجيران خالية منها ما هو تحت الأرض وأخرى كأنها متآكلة مع مرور وقت على تركها وحيدة لكن الحقيقة أنها تُركت لينجو أصحابها من القصف.
بيتنا أمامي الآن رأيت الجزء العلوي من المنزل خالي وكل شيء في الطابق مندفع إلى الشارع بفعل الإنفجار، حائط البيت على الأرض، في البيت، لا يوجد أبواب ولا نوافذ، بكلونتي دُمرت، بلكونة أبي مع جزء من سقف البيت دُمرت، نال الإنفجار من كل شيء، عشر دقائق دخلنا فيها البيت والمنطقة وأنا أعرف جيدا سياسة الأرض المحروقة وأن كل شيء يتحرك في المكان سوف يُقصف وأن نسبة نجاتي 1%، لكني أردت الذهاب.
ابن خالتي كان معنا، عندما نظرت إليه وحدت لون وجهه تغير من الخوف تذكرت حينها قبل خروجنا من بيت خالتي عندما قالت أنا لا أريد ماء للشرب كي لا يكون ذنبك في رقبتي وتذكرت أيضا أننا خرجنا نبحث عن الماء الشرب.
ناديت على أخي كي لا أحمل ذنب أحد وخرجنا من المنطقة إلى السيارة إلى بيت خالتي ونحن نحمل وجوه رمادية.