الأحد 19/11/2023
على الإنسان أن يعرف نقيض الشيء حتى يقدر على موازنة حياته، لتعرف الراحة يجب أن تتعب كثيرا، لتشعر بالهدوء عليك أن تخرج من الضجيج...
على الإنسان أن يعرف نقيض الشيء حتى يقدر على موازنة حياته، لتعرف الراحة يجب أن تتعب كثيرا، لتشعر بالهدوء عليك أن تخرج من الضجيج، أيام تمر علينا داخل مستشفى الأوروبي يصعب وصفها خلال يومين دخل المستشفى الكثير من الشهداء والمصابين، حالة من الذعر داخل المستشفى لأن القصف يقترب أكثر من المنازل المجاورة للمستشفى، خلال يوم واحد قُصف بيتين، سمعنا ورأينا الصواريخ وهي تنزل على البيت وبعدها يعلو الصراخ.
قررت أن أفصل نفسي عن كل ما يحدث وأذهب إلى مكان لا أتحدث فيه مع أحد فقط اتأمل ما حولي ووجوه المارة وحركاتهم وسكونهم، شهدت الغروب وتنفست قليلا، شعرت أن لي روح مجددا، جلست بالقرب من مدخل الطوارئ وأخذت أراقب العصافير والحمام فوق خزانات الماء على سطح المستشفى، الكثير من الطيور داخل المستشفى، على ما يبدو أن البشر ليسوا وحدهم من نزحوا إلى المستشفى خوفا من القصف الذي لحق بهم، في كل قصف كانت الطيور تطير وتعود بعد القصف إلى الخزانات.
القصف الأول كان الساعة 7 مساءا تقريبا، دخلت الشظايا إلى القسم الذي فيه والدي، والدي قالوا له أنه فقد شبكية العين و بدأنا باجراءات التحويلة للعلاج في الخارج، ربما بقي لديه وقت يستعيد فيه نظره لكن من كان سبب في تأخير التحويلة له يد في الإهمال الذي أوصلنا لفقدان الشبكية، الأمر كان يحتاج كلمة واحدة من دكتور.الآن الساعة 6:28 صباحا فزعنا من نومنا قبل ساعة على صوت قصف في بيت قريب جدا من المستشفى، بعد دقائق دخل الإسعاف بالشهداء والمصابين مغطين من البرد كانوا قد ناموا مع أحلامهم واستيقظوا مع أجسادهم المصابة.
أجلس في ممر ضيق يصل له انترنت المستشفى بصعوبة كي أكتب لكم وكي أقول أن أحد جيراني من الشجاعية وصل من الجنوب اليوم كان في مدرسة الفلاح في حي الزيتون يقول لنا، أن جيش الاحتلال قصف المدرسة عليهم وفي نفس اللحظة استشهد ما يقارب 70 شخص وأُصيب ما يقارب 200 لم يصل لهم أحد ولا حتى الصليب الأحمر في ساعات قطع الاتصال عن القطاع، بقوا على الأرض حتى تصفت دمائهم.
١٩ نوفمبر