بيت الحكمة
قصتي مع بيت الحكمة ومنير فاشه
في كل ليلة أُخرج روحي من جسدي وأنظر إلى فعلته في يومي ودائماً ما تنصفني حقيقتي وتبعدني عن الوهم، أرى ما أحسنه هو الكتابة خصوصاً الشعر، التأمل يساعدني على ذلك، أشعر بأن العلاقة بيني وبين التأمل تصلح كل ما بداخلي من الخراب الذي تسببه القبيلة الأوربية نتيجة المدنية الحديثة والملهيات ويعيد ترتيب كل شيء داخلي ومن حولي وعلاقاتي مع الناس ويخلصني من السموم الفكرية، أشعر بالارتياح أكثر وهذا يشعرني بقيمة نفسي أكثر والأهم هو تكوني لمعنى خاص بي وأن تصبح ذاتي هي المرجع.
بدأت بالتحادث مع منير سنة في أكتوبر 2020 بشكل فردي وتعرفت من خلاله على المجاورة كوسيط للتعلم وخلال اللقاءات المستمرة على مدى عام ونصف ذكر لي منير عن الورقة البحثية التي أرسلها لجميع الجامعات في فلسطين يطلب فيها عشر طلاب من كل جامعة أن يمشوا بطريق الحكمة، لكن دون رد، أخبرت منير أننا لا نحتاج أي من الجامعات كي نقوم بذلك التجمع، نحن فقط نحتاج مكان أجمع فيه بعض الأشخاص الراغبين في الانضمام للتجمع، تحمس منير كثيراً وقام بوصلي مع نهاية أبو نحلة مديرة مركز القطان الثقافي في قطاع غزة وقامت باستضافتنا مدة ثلاثة شهور بشكل مبدئي كما أن المركز لا يستطيع استضافتنا بشكل دائم، في هذه الأثناء أخبرت صديقي محمد غنيم بما يحدث وقال لي: (عظيم، أنا معك)، محمد كاتب وعازف عود ألتقي به منذ سنوات ولم نكن ندرك أننا نتجاور سوياً من سنوات دون علمنا بتسمية ما نفعله، كنا دائماً نتشارك القصص والمواضيع ونتأمل بكل ما يحدث حولنا وكانت المشاركة الأجمل أن يكون منير معنا، بعد ذلك قمت بجمع عدد من الأشخاص الذين يرغبون بالمشاركة معنا وعددهم 10 كتجربة أولية لنعرف مدى نجاح ما نقوم به، ثم قام المركز بإضافة خمسة من اليافعين من نادي الكتابة كي يعيشوا التجربة معنا، وظلت اللقاءات بيننا لمدة ثلاثة شهور حتى انتهت فترة الاستضافة وتوقفنا لشهرين بسبب عدم توفر مكان خاص للتجمع، خلال هذه الفترة شاركنا في لقاءات مشروع حكايا في الأردن -عبر تطبيق زوم- وهو أحد مشاريع الملتقى التربوي العربي، برنامج يربط ما بين منظمات وأفراد ومجموعات مختلفة تؤمن بمركزية القصة في النمو الصحي للأفراد والمجتمعات، وشاركنا أيضاً في جُمعات راديكالية وهي سلسلة من الندوات عبر الإنترنت حول التربية الراديكالية في فلسطين.
نعمل الآن مع منير للحصول على مكان يجمعنا يوم في الأسبوع بشكل مستقل وتعميق العلاقات بين مجموعات في فلسطين والأردن والمكسيك، نطمح بأن يتحول التجمع من تجمع محلي إلى عالمي وإضافة قصص جديدة من ثقافات ودول حول العالم، وهذه بمثابة دعوة للعالم للمشاركة القصص معنا وتمكين اللقاء سواء عبر الإنترنت أو من خلال زيارة غزة.
عصام هاني حجاج