الأربعاء 13/12/2023
إذا كانت الحياة رخيصة فلماذا تعتنق هذا الجمال في أحضانها، إذا كانت لا تريد أولادها وتراهم يُقطعون على أبواب الحدائق فلماذا تعطيهم من جمالها...
إذا كانت الحياة رخيصة فلماذا تعتنق هذا الجمال في أحضانها، إذا كانت لا تريد أولادها وتراهم يُقطعون على أبواب الحدائق فلماذا تعطيهم من جمالها. ربما فقدت عقلها والهذيان وصل آخر مطافه، الشريان ينبض لكنه مقطوع، يمشي كل من يُخدش كما يمشي ملاك الرحمة إلى حجرة أحدهم ليسدل الستارة على مشهده الأخير.
النار صارت عالية والحب لا يكفيه المكان، المكان أصغر مما يتخيله العقل على كل هذا الحب، لو أن كل زوج أعطى زوجته قُبلة لصارت المستشفى مركز شرطة. السماء بين الحب والنار تُعطي فسحة، على من يحمل الطفل أن يحمله جيدا كي لا تتناثر الذكريات من رأسه المجروح، على من يقاوم نفسه أن يتذكر نفسه.
الأم ترضع الأطفال من حليبها كما الأم التي كانت تضع الحصى في القدر، لكن قدر أمي رغم هذا الموت كان ممتلئ، أكلة "المقلوبة" الأكلة التي تعبر عن نسيج من هويتنا الفلسطينية وعن المقاومة كانت مثل الفسحة.
ربما يجلس شخص في مكان بعيد على كرسيه وسيجارته مشتعلة ويحرق معها كلماته، ليقول كيف لأكلة أن تعبر عن المقاومة !
لن تعرف هذا الشعور إلا عندما يحاول أحدهم سرقة تاريخك وينسبه لنفسه، عندها ستعرف في كل مرة تطبخ فيها أكلتك أنك تُحيي شيء فيك لم يقدروا على قتله.
لقد كانت فسحة غائبة عن أرواحنا منذ أكثر من 50 يوم، شعرنا أننا عدنا إلى أنفسنا، إلى غرفة الجلوس ويوم الجمعة و انتظار الجميع على مائدة واحدة بعد الصلاة، والبيت، وشجار يوم الجمعة المعتاد، لا يخلو بيت من شجار يوم الجمعة، ويكون عنوان السهرة، ما سبب الشجار!
اشتاق إلى البلكونة وحديقة جارنا الأصلع وسهرات الأصدقاء، اشتاق إلى البحر في الفجر وفي الليل، إلى الهدوء المزعج داخل البلكونة وكل الأشياء التي تركتها خلفي، إلى فنجان القهوة الذي أهدتني إياه صديقتي رغم عدم شربي للقهوة لكن الفنجان كان مكتوب عليه عبارة أم كلثوم "ياما عيون شغلوني"، أريد أن تشغلني هذه العيون عن الرماد.
١٣ ديسمبر