الاثنين 4/12/2023
كأن قلبي حكاية غُزلت بيد عجوز غزلت كل حكايا البيت بين المطبخ وغرفة النوم وصالة الجلوس، والوقت فيها غريب والأصوات بعيدة وطعمها غير الذي كان يتذوقها كل طفل قبل نومه...
كأن قلبي حكاية غُزلت بيد عجوز غزلت كل حكايا البيت بين المطبخ وغرفة النوم وصالة الجلوس، والوقت فيها غريب والأصوات بعيدة وطعمها غير الذي كان يتذوقها كل طفل قبل نومه.
المشهد الأخير من أيام الهدنة كان يوحي بالحياة كأن غزة لم تمت أبدا، كانت مثل شريان يُضخ فيه الدم بشراسة. في صباح كنت أريد أن أحصل على كوب شاي ساخن لأن حلقي يؤلمني لكن سخان الماء خانني بعطبه، وضعت الشاي في "الطنجرة "التي نستخدمها للنار وذهبت إلى هناك، وجدت الكثير من "الطناجر" وعندما جاء دوري اختفت النار, بدأت بإشعالها وبعد دقائق سألني طفل ماذا تفعل يا خال، قلت له شاي، قال شاي في طنجرة، ضحكت وبدأ يساعدني في إشعال النار، قال لي أن سبب عدم اشتعال النار هو نوع الخشب، صفنت فيه وابتسمت وقلت تجربة الطفل سبقتني لأن هناك نوعين من الخشب بجانبي قطعه الناس من الأشجار.
بجانب سنبور المياه وجدت فتاة وأختها، قالوا لي أن وجودي هنا أعاد الماء فقلت "والله" فضحك الجميع، لم نهتم إلى الأسماء أبدا، سألوني عن عمري ثم إذا كنت متزوج، كانوا أصغر مني لكن كل واحدة تحمل قصة فسخ خطوبتها، واحدة لم يتفقوا على المهر ومصاريف المعيشة والثانية قالت بصوت مرتفع، لأني لا أحبه، وهي الوحيدة التي يظهر على وجهها كدمات أثر الضرب… وافترقنا.
ما أريد قوله أن الحياة فينا، نعيشها في كل مكان حتى لو كان خراب، لكن كيف يمكنني تجاهل هذه الأصوات التي تقتل أحبابنا كل لحظة، أجلس الآن على حافة رصيف المستشفى والانفجارات تهز الأرجاء، الساعة 5:36 مساءً.
4 ديسمبر