الخميس 23/11/2023
يوم هادئ وشاق، منذ ساعات الصباح لم نسمع سوى القليل من أصوات القذائف التي تنزل علينا، يوم عادي في مكان غير عادي، يوم يذكرنا بروتين حياتنا التي تركناها خلفنا....
يوم هادئ وشاق، منذ ساعات الصباح لم نسمع سوى القليل من أصوات القذائف التي تنزل علينا، يوم عادي في مكان غير عادي، يوم يذكرنا بروتين حياتنا التي تركناها خلفنا، جاء أصدقائي لزيارة والدي ثم أكلنا بعد ذلك ذهب كل واحد إلى طريقه، وأنا ذهبت إلى الفرن كي نخبز الخبز مع أولاد خالتي، بدأت رحلتنا مع الطابور الطويل الذي تنتظر فيه ليأتي دورك. كان أمامي طفل وحده، سألته عن سبب وجوده وحده قال لي أن أخيه وزوجته في الخيمة وهم من أرسلوه إلى هنا، ثم قال لا أعلم، انتظرنا طويلا حتى صارت الساعة 12 منتصف الليل، جاء دور الطفل المشاغب الذي كان يشكي طوال الوقت من مدة الانتظار ومن تعب قدميه، بدأت بمساعدته في الخبيز وعندما انتهى جاء دورنا ونحن نخبز سألتنا امرأة أنا وابنة خالتي كم طفل لديكم ضحكنا وقلنا لها 15 ضحكت أكثر وقالت لا هذا لا يصدق، انتهينا وكانت خالتي تقف على الجانب الآخر، كنا قد قسمنا الخبز إلى نصفين كي لا يأخذ وقت أكبر ولأن عددنا كبير.
كان بجوارنا رجل امسك بقطعة من العجين ووضعها على "طنجرة الكهرباء" وقال هذه "عوقة" أي كعك محشي بالشوكولاتة فقلت له عوقة غزاوية فرد علينا آخر لا عوقة من خانيونس، فقلت كله قطاع غزة.
عندما اقتربنا من الانتهاء مازحت خالتي قائلا أن الأولاد الآن جياع بما أن الساعة صارت الواحدة والنصف ليلا فنظر رجل لي وقال، لقد خبزت في الجانب الآخر، نظرت له وقلت بصوت مرتفع قليلا "ًهاد أنت بتراقبني" فضحك الجميع بصوت مرتفع، سألت الرجل عن اسمه قال بسام، فقلت له بركة يا عم وعدنا إلى المدرسة.