الجمعة 10/11/2023
إنسان، ماذا تعني هذه الكلمة أو بما تفكر عندما تنطقها...
إنسان، ماذا تعني هذه الكلمة أو بما تفكر عندما تنطقها.
ربما تجد نفسك تتحدث عن التعامل برفق لكن ما لا تعرفه أننا ننتقل الآن إلى زمن الهمجية على أساس أن ما كان يحصل سابقا ليس له علاقة بالهمجية، ما كان همجية وما يحصل تفتيت الإنسان ووضعه على آلة الذبح.
يتكرر المشهد يوميا، يتكرر مشهد النزوح القسري للفلسطينين.
يحاول الناس الخروج الآن من شمال قطاع غزة ،صوبهم الرشاشات الإسرائيلية ومن حولهم الدبابات وفوق روؤسهم الطائرات يقطعون آلاف الأمتار مشيا على الأقدام للوصول إلى جنوب قطاع غزة الذي هو أيضا تحت القصف.
يقول شاهد تحدث معي اسمه أحمد كان قد مر من خلال الحاجز الاسرائيلي بالقرب من وادي غزة، يقول لي: رفعت يدي فوق رأسي والأخرى بها هويتي ثم جاء الجندي و بدأ بإطلاق النار وجعلنا ننبطح على الأرض، بعد دقائق بدأ بالنداء علينا من خلال ألوان ملابسنا بأن نمر إلى الجهة الجنوبية للقطاع.
في الأثناء التي كان يمر بها أحمد من خلال الحاجز كنت قد ذهبت لأحد مراكز الايواء في خانيونس لحجز صف مدرسي له ولعائلته باسم أمي كي يقي نفسه من الشتاء هو وعائلته، بقينا ساعات ننتظر ودخل أشخاص بعدنا وتم تسجيلهم وعند دورنا قال المسؤول نكتفي بالعدد، أخبرته أنني سأكتب عما يحصل هنا وذهبت خارجا، في طريق العودة للخيمة في مستشفى الأوروبي لحقت فتاة بخالتي وقالت لها: لا تجعليه يكتب أي شيء لأن التعليمات جاءت من "فوق" ولن يستفيد شيء.
ساعات قليلة ووصل جدي إلى المستشفى بعدما قطع نصف الطريق من الشمال للجنوب مشيا على الأقدام وهو قبل ثلاثة أشهر قام بزراعة مفصل في قدمه.
المستشفى هنا أصبحت مثل خلية النحل، المصابين في كل مكان والنازحين لا مكان لهم، الشهداء بالعشرات كل دقيقة، الموت يحوطنا من جهة والخوف من البرد والشتاء من جهة أخرى.
10 نوفمبر